المنتخب الجزائري محجوز ومراقب من الصاحفيين

''الخضر'' يتدرّبون وسط حي شعبي
يواصل المنتخب الوطني تربصه في الضاحية الباريسية تحسبا للمواجهة الودية التي ستجمعه غدا بنظيره الكونغولي تحضيرا لتصفيات كأسي العالم وإفريقيا .2010 وكان الخضر قد باشروا التدريبات أول أمس بملعب ''سارسال'' القريب من العاصمة باريس.
أهم ما ميز الحصة التدريبية الأولى للخضر هو غياب أغلب العناصر المستدعاة لهذا التربّص؛ حيث اضطر المدرب الوطني رابح سعدان للعمل مع 12 لاعبا فقط، في انتظار وصول البقية اليوم. وهو الأمر الذي أثر كثيرا على النخبة الوطنية التي تبقى تبحث عن الاستقرار، حتى يتسنى لها التحضير للمواعيد الرسمية في أحسن الظروف. وصنع المدرب الوطني رابح سعدان الحدث خلال التربّص حيث أعلن علانية عن تفضيله إقامة التربصات في فرنسا، إلا أنه فشل هذه المرة في برمجة تربص تحضيري يليق بمقام المنتخب الوطني الذي يمثل بلدا بأكمله، حيث أن ملعب ''سارسال'' (مركز نيلسون مونديلا) لا يملك المواصفات اللازمة ولا يتوفر على أدنى شروط العمل والتركيز، فإضافة إلى صغر مساحته، يجد اللاعبون أنفسهم مجبرين على التدرب وسط فوضى عارمة بسبب تواجد الأطفال من حي ''سارسال'' الشعبي المعروف بكثرة الجاليات الأجنبية به، حيث يقضي أطفالهم أغلب أوقاتهم في هذا الملعب. الأمر الذي استاء له اللاعبون.
ويبقى الكل يتساءل هنا بفرنسا عن سر إصرار رابح سعدان على إقامة هذه التربصات في ملاعب الأحياء الفرنسية عوض العدول عن قراره وبرمجة التربصات داخل الوطن، خاصة وأن الظروف المناخية في الجزائر تساعد أكثر على نجاح التحضير، عكس المناخ في فرنسا، حيث أن درجة الحرارة لا تبتعد كثيرا عن الصفر. وأكدت مصادر من التشكيلة الوطنية أن السبب الرئيسي الذي يدفع سعدان لبرمجة التربصات في فرنسا هو الضغط الذي يتعرض له من قبل بعض اللاعبين المحترفين الذين يهددونه مرارا بعدم تلبية الدعوة في حالة برمجة التربصات خارج فرنسا، ليجد سعدان نفسه رهينة لاعبيه الذين برهنوا في العديد من المناسبات أنهم أصحاب القرار داخل النخبة الوطنية بدليل أن الجميع يعلم أن التربصات في فرنسا تكلف خزينة الفاف أموالا طائلة، باعتبار أن الغرف التي يسكنها اللاعبون بفندق ''نوفوتال'' لا يقل ثمنها عن 200 أورو (مليوني سنتيم) لليلة الواحدة، هذا ناهيك عن ثمن تذاكر تنقل اللاعبين التي تأخذها الفاف على عاتقها وكذا ثمن كراء ملعب للتدريبات، وملعب المواجهة الرسمية وكذا مصاريف المهمة التي يتقاضاها الطاقم الفني والمسير المرافق للوفد وكذا اللاعبون.
هذا ونشير إلى أن الوفد الإعلامي الذي كلف بمتابعة التربّص تعرض لعدة مضايقات من قبل الطاقم الفني للخضر؛ حيث تم تخصيص عدد من الحراس لإبعاد الصحفيين عن اللاعبين، كما قام الطاقم الفني بغلق أبواب الملعب في وجه رجال الإعلام الذين يجدون صعوبات كبيرة لأداء مهامهم.